الثلاثاء، 24 يناير 2012

التكتل الفيدرالي: سنلجأ لقوة السلاح أو للأمم المتحدة لتدويل قضية برقة ..!

التكتل الفيدرالي: سنلجأ لقوة السلاح أو للأمم المتحدة لتدويل قضية برقة ..!

حسام المصراتي،

أتمنى أن تسمعني وأن لا تستعجل القفز إلى خانة التعليقات سواء كنت متفقاً أو معارضاً لما أقول، أرجوك أن تسمعني فالعنوان والصورة لا يحملان كل شيء ...!

في تصريح تلفزيوني (ادريس الراحل) أحد قادة التكتل الفيدرالي في برقة يشبه قضية تهميش برقة بمعاناة شعب دولة جنوب السودان - حسب وصفه – نافياً وصف إنفصال دولة الجنوب السوداني بالمؤامرة الأمريكية الصهيونية وإنما كان الإنفصال سببه التهميش الذي عاناه الجنوبيين حسب رأيه وهو السيناريو الذي سيتكرر فيما يتعلق بمعاناة برقة، إذا تم رفض تقسيم ليبيا إلى ولايات.

هذا التصريح ورد على قناة (حسن طاطاناكي) والتي تقود الحملة الاعلامية المكثفة لإنفصال مايسمى بإقليم (برقة) ..!

الإعلام مرة أخرى .. إنه القشة التي نستهين بها وستقصم ظهر ليبيا..! وليس غريباً أن أول من قفز إلى عرش الفضاء الاعلامي الليبي الجديد هم أثرياء نظام القذافي وعلى رأسهم (حسن طاطاناكي و علي دبيبة وآخرون) ... وكل تأبط مشروعه الذي لا قبل لليبيين بالوقوف في وجهه أو صده ... انهما المال والاعلام، القوة الاشد فتكاً وشراسة ..!

بينما يتأبط عشرات الالاف من ثوارنا البسطاء السلاح ويتشبثون ببنادقهم الباردة متوهمين بأنهم سيستطيعون درء خطر مشاريع امثال هؤلاء... أيها الثوار الطيبون أنتم واهمون، فهذه المعركة سلاحها أكثر برودة ونعومة مما تتصورون وأشد فتكاً مما قد تتخيلون ..! ستتعلمون كيف أن شجاعتكم هذه المرة لا تسمن ولا تغني من جوع، وكيف ينتصر الجبناء والمتلونون ..!

إنه طاطاناكي مرة أخرى، الرجل الذي استطاع أن يعيد القذافي إلى أحضان المجتمع الدولي بواسطة سلطته القوية والناعمة، المال والاعلام والعلاقات الدولية النافذة بمركز صناعة القرار الدولي "واشنطن"..! انه صاحب شركة تشالنجر النفطية (ومعناها بالعربية، المتحدي) والتي منحها القذافي الحصة الأكبر من العقود في ليبيا في إطار اختصاصها مقابل ما قدمه صاحبها من خدمات جليلة وعظيمة لنظام القذافي.

ووفقاً لتقارير أمريكية نشرت في ديسمبر 2012 بأنه قد تم ابرام عقد شراكة بين رجل الأعمال الليبي حسن طاطاناكي ومؤسسة فرانكلين Franklin Partnership وقد صرح مسؤولها براون لويد جيمس Brown Lloyd James في هذه السجلات بأن العقد مع حسن طاطاناكي قد أبرم من أجل الضغط على اللوبي من صناع القرار الامريكي لدعم القذافي شخصياً وإعادته للمجتمع الدولي.

وبحسب التقرير الرسمي فقد دفع طاطاناكي مبلغ $570,000لتغطية نفقات ومصاريف شركة براون جيمس للعلاقات الدولية PR firm Brown Lloyd James مقابل عملها لمصلحة القذافي اعتباراً من يناير 2008 وحتى ابريل 2010 مقابل دعم القذافي والدعاية له . وقد شمل العقد البنود التالية: الترويج والدعاية الاعلامية للقذافي، وتوزيع خطبه ولقاءاته، ترتيب اللقاءات الصحفية والتلفزيونية مع القذافي و ترويج مقالات الرأي الداعمة للقذافي..

وأشار التقرير إلى دفع طاطاناكي لأكثر من نصف مليون دولار لشركة براون جيمس نفسها لترتيب زيارة القذافي إلى أمريكا في سبتمبر 2009. وهذا حسب التقرير الذي نشرته صحيفة The Hill الامريكية. ويمكن الرجوع إليه لمن أراد التفاصيل.

اللافت للإنتباه أن الملياردير حسن طاطاناكي، وقد وقع عقداً آخر مع هذه الشركة الأمريكية للعمل لصالحه هو هذه المرة. والعقد مرتبط بسقف زمني حيث يبتدئ من سبتمبر 2011 وحتى يونيو 2012 ويتضمن العقد 19 مشروعاً مختلفاً في ليبيا الجديدة تضمنت هبات مالية، ومشارع أخرى لم تذكر ..! ويذكر بان طاطاناكي أنفق ما يزيد عن 20 مليون دولار منذ بداية ثورة فبراير وحتى ديسمبر 2011. وهي بالتعاون مع دول خليجية.

فهل مشروع الإستيلاء على الجزء الشرقي من بين بنود العقد ؟ وهل سينجح طاطاناكي كما نجح مع القذافي في الضغط على صناع القرار الأمريكي من أجله؟

ليس هذا السرد ببعيد عن الموضوع، فهو من أجل أن يعرف القارئء بعضاً من المسكوت عنه وراء دعاة الانفصال. ولأن هذا التهديد وبهذه اللهجة النارية على قناة طاطاناكي لم ولن يكن الأخير من نوعه، ضمن حملة طاطاناكي لإقتطاع الشطر النفطي من ليبيا بينما يسبح امثال (ادريس الراحل) من الإنفصاليين في احلامهم الوردية التي ينسجها لهم حسن طاطاناكي صاحب الجنسية المجهولة بناء على تعليق أحد المواقع الكويتية فقد تعاقد مع دولة الكويت بهوية تركية وقد أثارت جدلاً قانونيا بين الاوساط الكويتية حينها....

(ادريس الراحل) حقيقةً ... ذكرني حديثه بخطابات النازية العنصرية مع الفارق الكبير! (فالنازية –أضعف الايمان- كانت من أجل ألمانيا وليس ضدها) فهل يعقل وبجرة قلم كما يقال تنزع عن أبناء الشرق الليبي انتمائهم وهويتهم الليبية، ويتحول من (مواطن ليبي) إلى (مواطن برقاوي) ويتحول لفظ (طرابلس) إلى عدو لذوذ وكأنه ينطق بإسم إسرائيل؟ أي منقلب تنقلبون؟ أنظروا إلى المصريين ماذا يسمون القاهرة "إنهم يسمونها مصر" وإلى السوريين ماذا يدعون دمشق أنها "الشام" العاصمة رمز للدولة وليست غريماً أبداً ...

ثم هل تحتاجون بأن نُقسِم برب السموات والأرض بأن القذافي ما كان عادلاً إلا في شيء واحد وهو في (توزيع الظلم) والقهر والتهميش والإقصاء لكل شبر في ليبيا وبما فيها سرت مسقط رأسه. لقد كره كل ما يمت بصلة إلى ليبيا وكل ما هو ليبي... وأن أغلب حكومته أو رجاله بالأحرى كانوا من الملونين ... إنكم ليبيون وتعون جيداً الحقيقة ... وأصوات الإنفصاليين ليست أصواتاً ليبية أبداً..!

فما من ليبي إلا وجزء من عائلته وأقاربه موزعون في أنحاء ليبيا... من منا ليس له أقارب موزعون في الشرق والغرب والجنوب والوسط ؟ ما عدا بعض الأجانب المجنسين من قبل نظام القذافي فكيف استساغ طاطاناكي وأبواقه الانفصاليين أن يلونوا الليبيين أو أن يضربو مثلاً بدولة (جنوب السودان) فما هو القاسم المشترك اللهم إلا الصراع على النفط والارادة الامريكية الصهيونية.

أعتقد بأنه من أراد لهذه الثورة أن تنجح ومن تحرك منذ البدء لأجل ليبيا ولأجل إعلاء كلمة الحق عليه أن لا يقف ساكناً أمام هذه القنوات التلفزيونية الخاصة والتي تنفث السم وتبث الفتنة بدءاً من القناة القطرية (ليبيا الأحرار) الأم الرؤوم لهذه القنوات مروراً ببقية قنوات رجال الأعمال أمثال طاطاناكي والدبيبة ... !

إن من وراء هذه القنوات هم أثرياء القذافي وأزلامه فكفى مثلاً بـ (هدى السراري) الصحفية السابقة (بالزحف الأخضر صحيفة اللجان الثورية). ورفيقها (عمر الكدي) رئيس التحرير السابق لصحيفة الجماهيرية أهم صحف القذافي.

وكذلك (علي الدبيبة) وهو الأشهر من نار على علم كما يقال وأحد أقوى وأثرى رجال القذافي. وقد تحصن بمباركة (الشيخ علي الصلابي) الذي قد بارك سيف الاسلام وأباه من قبله و(سليمان دوغة) الجناح الإعلامي لسيف الاسلام القذافي، والذي كان يتقاضى أعلى مرتب في دولة القذافي بلغ العشرون ألف دينار، هذا مرتب حي كامل أو يزيد من أحياء بنغازي أو طرابلس.

فتش عن الإعلام وراء كل مايحدث .. وهو موطن الداء ..!

أما عن مهاترات وشتائم (ادريس الراحل) للمدن والقبائل الليبية فلا تعبر إلا عن نفسه وعن صاحب القناة طاطاناكي..!
ولا تعبر عن أهلنا الشرفاء في مدن وقرى الشرق الليبي أو غيره من مناطق ليبيا ...

وحفظ الله ليبيا من شر ما يكيدون ...
حسبنا الله ونعم الوكيل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق